الحوار الوطني حلم الباحثين عن الحرية… وعمرو موسى يقفز إلى خندق المعارضة

الحوار الوطني حلم الباحثين عن الحرية… وعمرو موسى يقفز إلى خندق المعارضة

  • الحوار الوطني حلم الباحثين عن الحرية… وعمرو موسى يقفز إلى خندق المعارضة

عربي قبل 12 شهر

الحوار الوطني حلم الباحثين عن الحرية… وعمرو موسى يقفز إلى خندق المعارضة

حسام عبد البصير

القاهرة ـ: غاب جسد خضرعدنان، وتأبى روحه إلا أن تكون قنديلا في سماء المحبطين والتائهين والباحثين عن نجم في ليل حالك السواد، أولئك الذين خذلهم حكامهم بقدر ما أخلصوا للمحتل أكثر من شعوبهم، ونشروا الأكاذيب وبشروا بربيع خليجي عبري عن سلام آت لا محالة وحق سيعود لأصحابه لتكشف الأيام أن المهرولين نحو الرضا الإسرائيلي هم الذين يتآمرون الآن على السودان ويسعون لنهب ثرواته.
على مدار الأيام الماضية كان الهم الجنوبي حاضرا بقوة، إذ تمر الأيام حاصدة مزيدا من الضحايا، فيما جريمة تفكيك السودان يتم الإعداد لها في العلن، والمسلمون والعرب عاجزون عن إنقاذ وطن آخر من الضياع.
وفي صحف أمس الجمعة 5 مايو/أيار حضرت فلسطين على استحياء، على الرغم من الأحداث العاصفة التي تواجهها، وكذلك الحال بالنسبة للسودان واستحوذ الحوار الوطني على نصيب الأسد من المتابعات. ومن أخبار مؤسسة الرئاسة: عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعا في مقر القيادة الاستراتيجية في العاصمة الإدارية الجديدة، مع كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والفريق كامل الوزير وزير النقل، واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة. وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس اطلع خلال الاجتماع، على الموقف التنفيذي لانتقال الوزارات والأجهزة الحكومية المختلفة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، في ضوء بدء الانتقال الفعلي لمجلس الوزراء وعدد من الوزارات والقطاعات للعاصمة، حيث وصل عددها إلى 14 وزارة وجهة حكومية، بينما تستعد بقية الوزارات والهيئات للانتقال خلال الفترة القصيرة المقبلة. وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس ناقش خلال الاجتماع، الموقف التنفيذي لانتقال الوزارات والأجهزة الحكومية المختلفة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، في ضوء بدء الانتقال الفعلي لمجلس الوزراء وعدد من الوزارات والقطاعات للعاصمة، حيث وصل عددها إلى 14 وزارة وجهة حكومية، بينما تستعد بقية الوزارات والهيئات للانتقال خلال الفترة القصيرة المقبلة. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس وجه في هذا الصدد، باستمرار العمل في اتجاه أن يكون انتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، أساسا متينا للتحديث الشامل للجهاز الإداري المصري، على نحوٍ يتسم بالحوكمة والرقمنة، مع الاهتمام بالتطوير المؤسسي، وانتقاء أكفأ العناصر في جميع المؤسسات، وتأهيلها وتدريبها مهنيا وفنيا وشخصيا، في إطار منظومةٍ تدريبيةٍ متكاملةٍ وجادة. ومن أخبار الحكومة: وصل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إلى العاصمة البريطانية لندن، للمشاركة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، في مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، ملكا للمملكة المتحدة. ومن أخبار القلعة البيضاء: أكد أحمد حسام ميدو عضو اللجنة الفنية في نادي الزمالك، أن ناديه يستعد لإرسال الأوراق المطلوبة للمحامي الإيطالي سالفاتوري كافالي لتبني قضية مباراة السوبر التي انسحب منها الزمالك اعتراضا على قرارات اتحاد الكرة.
مفاجأة موسى

الحفاوة على مواقع التواصل كانت عنوانا لاستقبال كلمة عمرو موسى في جلسة افتتاح الحوار الوطني. والسبب كما يرى سليمان جودة في “المصري اليوم ” أنها كانت صريحة، وشجاعة، وصادقة. وقد ألقى موسى كلمته، بينما لسان حاله على عكس ما كتب سعد باشا زغلول إلى صديق له ذات يوم فقال: عذرا على الإطالة لأني لم أجد وقتا للإيجاز. كانت الكلمة موجزة بقدر ما هو متاح، وكانت ذاهبة إلى مرماها مباشرة، دون وسيط ولا حجاب. وكان يلقيها متأثرا بصلاح عبدالصبور في قصيدته الشهيرة «الناس في بلادي» التي يقول فيها: الناس في بلادي جارحون كالصقور.. غناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة الشجر.. وضحكهم يئز كاللهيب في الحطب.. لكنهم بشر.. وطيبون حين يملكون قبضتي نقود.. ومؤمنون بالقدَر. ولست في حاجة إلى نقل شيء هنا من الكلمة لأنها متوافرة على مواقع التواصل بكثرة، لكن الذي استوقف الذين تابعوها أن صاحبها كرر فيها عبارة «الناس يتساءلون» عند بدء كل فقرة جديدة، فكان عنوانها الأعم: الناس يتساءلون. جمع عمرو موسى رؤوس الموضوعات التي يفكر فيها الناس في كل مكان، ثم وضعها على مائدة الحوار عن رغبة واضحة في التنبيه إلى أن هذا تحديدا ما يشغل الناس، وأن هذا هو ما يؤرقهم في كل مجلس، وأن هذا هو ما يبيت الناس فيه ويصبحون، لا لشيء، إلا لأنه يرافقهم في اليقظة وفي المنام، ولا لشيء، إلا لأنهم يريدون إجابة عما يملأ الأفق أمامهم من تساؤلات هي حادة بقدر ما هي حائرة. من كلمته تشعر بأنه طوال سنوات كان ينصت في كل مكان يجمعه مع الآخرين، وكان يستجمع ما ينصت إليه ويختزنه في ذاكرة تسعفه عند الحاجة، فلما وقف على منصة الحوار أفرغ ما استجمعته الذاكرة، وألقى كل ما كان قد أنصت إليه من جمهور المصريين. لم يشأ موسى أن يقول كلاما ينساه المتابع بعدها بساعة، ولا شاء أن يُخلف ظن الناس فيه، ولا أراد أن يتحدث بغير ما تتحدث به الغالبية، ولكنه جعل من نفسه متحدثا باسم الناس في قاعة الحوار، ونقل إلى الدولة ما لا يتوقف الناس عن الحديث فيه، لعل الدولة تلتفت بكل ما تملك من انتباه إلى أن هذه التساؤلات الحادة والحائرة لا يجوز أن تبقى مُعلقة في فضاء البلد، ويجب ألا تظل هكذا في موقعها بين السماء والأرض. السؤال الجيد يقطع نصف الطريق إلى الإجابة، وقد قطعت كلمة الرجل نصف المسافة الذي يخصه في تساؤلات كثيرة حملها على كتفيه إلى داخل القاعة.. أما النصف الآخر فيبقى على الطرف الذي يملك الإجابة، وطبيعي أنه ليس عمرو موسى.

سلمت عمرو

رغم أن الجلسة الافتتاحية لأي مؤتمر هي مجرد تمهيد فقط لما سوف يدور في هذا المؤتمر فإن الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني دخلت وفق ما رأى عبد القادر شهيب في “فيتو” في صلب موضوعات الحوار مباشرة، والذي فعل ذلك عمرو موسى في مداخلته فيها.. فقد مضت الجلسة في بدايتها كما تسير الجلسات الافتتاحية للمؤتمرات، حتى جاء الدور على عمرو موسى ليتحدث فقام بالولوج مباشرة إلى القضايا المهمة التي سوف يتناولها الحوار في جلساته الأسبوع المقبل، دون تمهيد، ربما لإدراكه أننا في حاجة إلى عدم تبديد وقتنا في تمهيد للحديث مع بعضنا بعضا، لأن التحديات التي تواجهنا لا تنتظرنا: عمرو موسى الذي تحدث بوصفه رئيس لجنة الخمسين التي أعدت الدستور طرح عدة أسئلة لم تعد محبوسة لدى مجموعة من النخب فقط، وإنما صار يرددها عموم الناس لأنها تؤرقهم وتثير قلقهم بالنسبة لحالهم ومستقبلهم، ولم يكتف بذلك وإنما طالب بأن يوفر الحوار الوطني إجابات شافية وواضحة لها تمكن من حشد الناس من أجل تجاوز التحديات التي تواجهنا والتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقنا. وأشار من خلال كلمته لتلك الأجوبة التي يراها هي الأصح على هذه الأسئلة، وقد شاركه في ذلك من كانوا موجودين في القاعة وصفقوا له بعد انتهائه من كلمته، ومن كانوا خارج القاعة صفقوا له على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بعده سار الدكتور حسام بدراوي على الطريق ذاته الذي سلكه عمرو موسى ودلل مباشرة إلى موضوعات الحوار بعد تجاوز الفقرات التمهيدية وطرح مواقف وآراء بخصوص مستقبلنا السياسي.. وهكذا بدأ الحوار جادا وحارا مع الجلسة الافتتاحية والأغلب أنه سيجري على هذا الشكل في جلساته المتخصصة أو محاوره الثلاثة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وهذا يعد أهم ضمانة لنجاحه الذي نأمله.

بعد عام

ذكّرنا يوسف القعيد في “الأخبار”، بأن الرئيس السيسي أول من دعا للحوار الوطني، وطرح فكرته في إفطار العائلة المصرية الذي أُقيم في رمضان قبل الماضي. وحضرته رموز من المعارضة لم نكن نتوقع أن نراها في مثل هذه اللقاءات. ها هو بعد عام من دعوة الرئيس تنعقد الجلسة الأولى التي وجه لها الرئيس أنه يتطلع للمشاركة في مراحله النهائية. وأن مصرنا الغالية تستحق أن نبذل من أجلها الجهد والعرق. ثم كعادته حيا مصر ثلاث مرات. الذين تكلموا في الجلسة الأولى كان معظمهم من الرجال. والمرأة نصف المجتمع. وليس معنى كلامي أن من يتحدثون يُقسمون بالنصف بين الرجال والنساء. فالمهم أن يكون هناك كل أطياف المجتمع. ويكفيني ما قاله ضياء رشوان، إن هذه الأيام تُعد عصرا ذهبيا للمرأة المصرية في ما تحقق لها في ظل القيادة الحالية للبلاد. خلال وجودي في القاعة بحثت عن عدد آخر من المثقفين ولم أجد. وإن كنتُ قد شاهدت الفنان محمود حميدة، والكاتبة فريدة الشوباشي. وهذا يعني أن تمثيل أطياف المجتمع تمت مراعاته بكل دقة، خاصة أن من يتولى الأمانة العامة للحوار الوطني كله هو المستشار محمود فوزي. وقد عرفته عن قُرب عندما كنتُ عضوا في مجلس النوَّاب. وكان يلعب دورا أساسيا في تجربة المجلس. ولاحظت عليه اهتمامه بالتفاصيل الكثيرة وسهره وعنايته بكل ما يرتبط بالعمل الذي يقوم به. منذ التجربة السياسية لثورة الثالث والعشرين من يوليو/تموز وحتى الآن لم تعرف مصر حوارا سياسيا من هذا النوع، ولم تجد نفسها متوافقة على أولويات العمل الوطني. فلا توجد قوة واحدة على الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية المصرية لم تشارك في الحوار، كما أن الإنسان لا بد أن يدرك أننا لم نُلاحظ مصريا واحدا يُعلن رفضه للحوار.

نستحق الحرية

عبّر علاء ثابت في “الأهرام”، عن سعادته بالروح الجديدة التي تميز فعاليات الحوار الوطني، الذي تشارك فيه كل الأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية والعمالية والجمعيات الأهلية، أي أننا أمام بوتقة تضم مختلف طوائف وتيارات وقوى المجتمع، وهذا حدث استثنائي لم يحدث من قبل، فلم يسبق أن التقت كل فعاليات المجتمع المصري تحت سقف وطني واحد، وبهدف واحد، وهذا في حد ذاته مكسب كبير، لأنه يجسد شعورا عاما بضرورة التوافق والمشاركة، وأن يعمل الجميع من أجل الوطن، وأن نستفيد من كل الطاقات والآراء، لتفتح أمامنا آفاقا أوسع، وخيارات أكثر رحابة، وأن نتعامل مع منتجات الحوار الوطني على أنها خلاصة تلك التجربة الجامعة الفريدة. أتمنى أن تنطلق كل القوى السياسية والمجتمعية المشاركة وتطرح رؤاها وكأنها من تواجه تلك التحديات وأمامها كل ملفات العمل الوطني، وتقدم رؤاها في كيفية التصدي لها، دون أن تسعى لإثبات تميزها عن الآخرين، أو تبرز اختلافها، وإنما تسعى إلى وضع تشخيص دقيق للمشكلات والتحديات، وأن تقدم ما يمكن تنفيذه على أرض الواقع، آخذين بعين الاعتبار ما يتوافر لنا من مقومات، وما لا يمكن أن نوفره، وأن نراعي الظروف المحلية والدولية، لأننا لسنا في جزيرة معزولة عن العالم، فنحن جزء فاعل ومؤثر ويتأثر بمحيطه الإقليمي والدولي. كما علينا أن نتجاوز ظاهرة الكيد السياسي التي طالت وأضرت تجاربنا الحزبية السابقة، والتى كان يسعى فيها كل حزب إلى رفع الصوت بالإساءة والمزايدة، متصورا أن هذا هو العمل السياسي والحزبي، وأظن أن تجربتنا نضجت، ويمكننا أن نتحاور بشكل ودي ومتجرد من الحسابات الشخصية الضيقة، لأننا أمام معضلات ضخمة، وأزمات وتحديات جسام، تحتاج من كل حزب أو نقابة أو جمعية أهلية أو غيرها من الهيئات المشاركة أن تضع في اعتبارها غاية بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، من أجل رسم ملامح المستقبل، والمضي قدما ليكون بلدنا في مكانة أفضل، ونحن نستحق ذلك.

المهم النتائج

الحوار هو أول مظهر من مظاهر الديمقراطية، فلا حرية ولا ديمقراطية من وجهة نظر محمد بركات في “الأخبار” دون حوار، ودون القدرة والرغبة في الاستماع لوجهات النظر الأخرى، ودون فحص وتمحيص وتأمل في رؤى الآخرين. والحوار مع الآخرين وتبادل الرأي معهم والتوافق أو الاختلاف مع رؤاهم ومواقفهم تجاه القضايا الحياتية المختلفة، سواء كانت قضايا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، هي ضرورة لابد منها لسلامة المجتمع وحيويته، في إطار السعي اللازم للحفاظ على أكبر قدر من الاستنارة المجتمعية والوعي العام وأيضا السلام الاجتماعي. وفى إطار الحوار الوطني الشامل بين القوى المدنية والفاعليات السياسية والفكرية والنقابية، المشكلة للمجتمع والمكونة لأطيافه المختلفة، على تعدد وتنوع فئاتها وتوجهاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، يمكن أن تؤدي إلى صيغة متوافق عليها، لرؤية مجتمعية شاملة للثوابت والمبادئ والأسس الرئيسية التي تقوم عليها الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية التي نسعى إليها في ظل الجمهورية الجديدة. وفي ضوء ما جرى ويجري على الساحة المصرية خلال الأيام القليلة الماضية، وما شهدته الساحة من ترتيب وإعداد للحوار الوطني، الذي انطلقت بداياته الشاملة، نجد أن هناك أملا كبيرا ومتزايدا في أن ينجح الحوار بالفعل، في التعبير بصدق وأمانة عن مجمل المصالح الوطنية والقومية للوطن بكل قواه المجتمعية. كما أن هناك أملا كبيرا في ترسيخ وتعزيز مبدأ المشاركة المجتمعية، وتفعيل الاهتمام الجمعي بالشأن العام والتوافق حول الخطوط الرئيسية للمسيرة الوطنية في المرحلة المقبلة. والمتابع للتطورات الجارية على الساحة المصرية خلال السنوات التسع الماضية، يدرك الأهمية الخاصة للحوار الوطني الشامل في هذا التوقيت، بعد أن استطاعت مصر بالفعل تقوية ودعم الأسس الثابتة للدولة الوطنية، وإقامة القاعدة والأساس الصلب للانطلاق نحو المستقبل الأكثر إشراقا بإذن الله. وفي هذا الإطار أصبح من الضروري الإدراك المتصاعد لدى الجميع بأهمية الحوار الإيجابي الشامل، والاستماع إلى كل الرؤى والاجتهادات للوصول إلى توافق عام على الثوابت الوطنية، التي تحكم وتحدد المسيرة الوطنية في المرحلة المقبلة، انطلاقا وتأسيسا على مبدأ أن الاختلاف في الرؤى لا يفسد للوطن قضية.

مرآة وطنه

حال الشهيد الذي غادرنا للتو تصفه جيهان فوزي في “الوطن” بأنه مرآة وطنه، عنوان معاناته الشاقة، تفاصيل أيامه المرهقة المثقلة بكل أنواع القهر والظلم والطغيان، الشهيد خضر عدنان ابن بلدة عرابة قضاء مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، اختار أن يموت واقفا، مرفوع الرأس رغم إنهاك الجسد وتهالك الروح، ظل صامدا في إضرابه عن الطعام لمدة 86 يوما، وكتب فصل النهاية بيده، لا بيد الاحتلال، قضى نحبه بعد أن خانه جسده وخارت قواه. معركة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي داخل السجون معركة طويلة ممتدة، احتضنت سجون الاحتلال وجدران زنازينها آلاف القصص والحكايات البطولية، أنجبت أدباء من نوع خاص، لم يكونوا حتى على دراية بموهبتهم في الكتابة والإبداع، لكن الإبداع يُخلق من رحم المعاناة. معاناة الفلسطيني في جوانبها المختلفة، سلطت الضوء على قيمة التضحية والإيثار واختيار الطريق الصعب والشاق في هذه الحياة، طريق مقاومة المحتل. خضر نموذج، قاوم السجان بطريقته، واعترض على اعتقاله دون محاكمة بعقيدة راسخة لا مهادنة فيها ولا تفاوض، رفض الرضوخ لأوامر سجّانيه، والامتثال والاستسلام لجرائمهم العقابية، راهن على حياته ودفعها ثمنا باهظا مقابل حريته، وكتب فصلها الأخير بوصية تركها قبل وفاته مباشرة، وصية مبكية مؤثرة، تجب كل فصول المعاناة التي يعيشها الفلسطيني في وطنه المحتل، وكل ما يتعرض له المعتقل داخل سجون الاحتلال المظلمة والمحصّنة. أوردت الكاتبة بعض أوجه المعاناة التي لاقها الشهيد وخطها بيدة بادئا إياها بـ: أما وقد اقتربت النفس من الشهادة فحق علينا أن نكتب وصيتنا. بسم الله الرحمن الرحيم (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا»، «وكان حقا علينا نصر المؤمنين». الحمد لله رب العالمين أن وفقني للإضراب عن الطعام للحرية، الحمد لله على نعمائه التي لا تُعد، ولا تُحصى، والصلاة والسلام على سيد الخلق حبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي من سجني في الرملة الحبيبة الفلسطينية الأصيلة، وصيتي هذه لأهلي وأبنائي وزوجتي وشعبي.

يقين الشهيد

اهتمت جيهان فوزي برسائل الشهيد خضر عدنان لعائلته التي بدأها بتوأم روحه: زوجتي، أوصيك وأبنائي بتقواه تعالى، والاستعصام بحبله المتين والاستغناء بفضله عمن سواه، وقول الحقّ في كل زمان ومكان، وصلة الأرحام والصلاة والزكاة والحفاظ على حرمات الله وحقه في حالنا ومالنا وحركاتنا وسكناتنا، والعلم أن خير بيوتات فلسطين هي بيوتات الشهداء والأسرى والجرحى والصالحين. أوصيكم بالأعمام والأخوال والأقارب والجيران، وكل من له حق علينا، أوصيكم أن لا تتركوا لأحد حقا عليّ معنويا أو ماديا، فمحبكم الأكثر حاجة إلى رحماته تعالى، إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي، وسجُّوني قرب والدي، واكتبوا على قبرى هنا عبدالله الفقير خضر عدنان دعواتكم له ولوالديه والمسلمين بالرحمات، واجعلوه قبرا بسيطا واطلبوا من الله لي المغفرة والرحمة والتثبيت وسعة القبر، وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النيران، وأن يتقبل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم. أم عبدالرحمن والأولاد معالي وبيسان وعبدالرحمن ومحمد وعلي وحمزة ومريم وعمر وزينب سامحوني، وإخوتي أبو عدنان وأبو أنس وأم نور وكل الأخوال والأعمام والأقارب والخلان والجيران، على أي تقصير في جنبكم وأنا أغادر هذه الحياة الدنيا، ولكن تأكدوا أنني ما شُغلت عنكم بإذن الله إلا لواجب. يا شعبنا الأبيّ، أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه، هذه أرض الله، ولنا فيها وعد منه، إنه وعد الآخرة، لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيّهم فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب. سلامي لسادتنا ذوي الشهداء والأسرى، وتحياتي لهم ولكل الأحرار والثوار. زوجك المحب أم عبدالرحمن، والدكم المحب أبنائي، أخوكم المحب إخوتي، ابنكم المحب شعبنا. دعواتكم أن يتقبلني الله شهيدا مخلصا لوجهه الكريم.

خيارات ثلاثة

في وقت يتحرك الكيان العنصري في فلسطين المحتلة بنشاط، لإجهاض إحياء الأمم المتحدة الذكرى الـ 75 لنكبة فلسطين، لم يقم العرب بجهد يذكر كما قال أسامة الإلفي في “الأهرام” لكسب الرأي العام العالمي، ومخاطبة الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، للمشاركة بشكل فاعل في المناسبة، والوقوف مع حق الفلسطينيين في دولة مستقلة طبقا لقرارات المنظمة الدولية. خارجية الاحتلال بادرت بتحرك مكثف، ووجهت رسائل إلى مندوبي بعض الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، قالت فيها: رجاء خاطبوا المستوى الرفيع من أجل امتناع دولتكم عن المشاركة في الحدث.. سيأتي أبو مازن ليلقي خطابا، فاطلبوا من زملائكم خاصة من المستويات الرفيعة، حث مندوبيهم في الأمم المتحدة ألا يشاركوا في فاعلية تتبنى الرواية الفلسطينية، التي تعارض حق إسرائيل في الوجود.. بمثل هذه العبارات التي تلوي الحقائق وتصور الدويلة الغاصبة حملا وديعا، وصاحب الحق ذئبا، تقدم حكومة نتنياهو دولتها للعالم، والمفارقة أن خارجية الدولة التي اصطنعت لنفسها تاريخا مزورا لأنها لا تاريخ لها، دعت الدول الأعضاء إلى عدم التعاون مع محاولة فلسطينية أخرى لإعادة كتابة التاريخ. إن الكيان المحتل يسير في مخططاته عبر اتجاهين، الأول احتيالي يتمثل في إقناع العالم بأنه دولة سلام، والثاني يعمل على التهام ما تبقى من أرض فلسطين.. وقد كشف الكاتب الفلسطيني ناصيف معلم عن بنود خطة أعدتها عام 2018 مجموعة صهيونية دينية يمينية متطرفة بعنوان «خطة الحسم وإقامة مملكة الله»، تهدف إلى ضم الضفة الغربية بعد تأهيل بنيتها الأساسية، وبناء مدن للمستوطنين اليهود في الأرض المحتلة، وتشجيع اليهود خارج الكيان وداخله للعيش في الضفة الغربية بعد تهويدها وإفراغها من شبابها، ووضعت الخطة 3 خيارات أمام الفلسطينيين: إما الخضوع والعيش تحت إمرة المستوطنين في مملكة يهودا، وإما: الرحيل للدول العربية وأوروبا، وإما القتل لمن يرفض العيش بذل ويأبى الرحيل.

لنتجاوز المحنة

انتهت الحكومة مؤخرا من الإعداد للمرحلة السادسة من برنامج دعم الصادرات، الذي يستهدف سداد عشرة مليارات جنيه دعما متأخرا للمصدرين. ووفقا لتصريحات رسمية نشرتها وزارة المالية مؤخرا، واهتم بها الدكتور هاني سري الدين في “الوفد”، فإن الشركات المستحقة التي ستقوم باستيفاء الأوراق المطلوبة منها، ستتلقى مستحقاتها كاملة خلال الأسبوع الأول من يوليو/تموز المقبل. وذكرت الوزارة أيضا أن الحكومة تعتزم إطلاق برنامج جديد لدعم الصادرات يقوم على مضاعفة الدعم التصديري ليرتفع من ثمانية مليارات ليصل إلى نحو ثلاثين مليار جنيه، خلال العام الجديد، وبلا شك، فإن هذه الخطوة، تعد خطوة ضرورية لتشجيع التصدير ودعمه باعتباره قضية حياة أو موت، فالتصدير أحد أهم الوسائل لتوفير العملة الصعبة. وإذا كانت هذه الخطوة قد تأخرت كثيرا، إلا أن الحكمة الشهيرة تقول لنا «أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي مطلقا». وكم من إصلاحات وإجراءات لازمة لإصلاح الاستثمار يؤدي التأخر في تنفيذها إلى ضعف فاعليتها والتقليل من آثارها. لقد كنت أحد الذين أكدوا مرارا بأن مواجهة أزمة العملة الصعبة الحالية لا تكون بتقييد الاستيراد، وإنما بمضاعفة الصادرات، وفق منظومة سلسة ومشجعة وشفافة. وما ينبغي قوله، والتأكيد عليه، وتوضيحه للرأي العام، هو أن دعم التصدير لا يذهب إلى رجال الأعمال أو الشركات الكبيرة كما يتصور البعض، وإنما يصب بشكل مباشر في صالح الاقتصاد الوطني، ما يعني توفير فرص عمل أكثر وخفضا لمعدلات التضخم وإضافة لمسيرة التنمية. فكل جنيه يتم دفعه للمصدرين مقابل صادرات يحققونها، يساهم في جلب عملة صعبة للبلاد ويعود إلى الخزانة العامة مرة أخرى بعدة أضعاف.

مسؤولية مشتركة

جميعنا على حد رأي الدكتور هاني سري الدين، ندرك أن دعم الصادرات واقع عملى مطبق في كبرى الاقتصاديات الدولية التي تعتمد على النشاط التصديري مثل سنغافورة التي بلغت صادراتها 370 مليار دولار عام 2020، ومثل كوريا الجنوبية التي تجاوزت صادراتها الـ500 مليار دولار، وغيرها من الدول التي تحققت التنمية الاقتصادية فيها اعتمادا على التصدير. إنني أتصور أن أرقام الصادرات الآنية (غير البترولية) التي تدور في حدود الـ35 مليار دولار في السنة، يُمكن مضاعفتها لو أمكن تحديث منظومة اللوجستيات الحاضنة، وتسارعت حركة صرف الدعم التصديري، وشهدت إجراءات التصدير تيسيرات حقيقية. وفي رأيي، من الضروري عدم قصر مسؤولية التصدير على وزارة واحدة أو هيئة بعينها، وإنما هي مسؤولية مشتركة لعدد من الوزارات والهيئات المتنوعة بالشراكة مع منظمات أعمال تمثل المصدرين أنفسهم والذين يتعاملون بشكل مباشر مع المشكلات اليومية للتصدير. ولا شك في أن هناك مشكلات أخرى تعانيها السلع الصناعية كافة في مختلف مراحل الإنتاج، تدفعنا للبحث عن أنظمة أيسر للتعامل مع الجهات الحكومية، بدءا من نظم تخصيص وتسعير الأراضي، وصولا لمنظومة التعامل مع الجمارك والضرائب والتأمينات الاجتماعية. إنني أرى أن تحقيق زيادة في الصادرات أمر عظيم، لكن الأعظم هو استدامة هذا النمو والوصول بقيمة الصادرات المصرية إلى أكثر من طموحاتنا.
الحياة تستمر

السؤال الذي سعى الدكتور خليل فاضل للإجابة عليه في “المصري اليوم”: كيف يا تُرى سترمم نفسك وتصلح العطب، وتضمِّد جروحك، وتحاول معالجة الصدمات والآثار والندوب والحفر العميقة التي تركتها أحداث الطفولة وما بعدها، على عظامك وجلدك ووجهك وعقلك الواعي والباطن؛ فلربما خلا وجهك من الابتسامة، وربما كان الضحك على النفس وسيلة من وسائل الإنكار بأن لا شيء قد حدث؛ فها هو الطبيب الذي عانى في طفولته من الألم والقسوة والحرمان والانتقاد الشديد والضغط، بدعوى ضرورة السعي إلى الكمال، وعانى من العنف البدني والنفسي؛ فما كان عليه إلا أن يلملم جروحه، ويدخل إلى خِضَّم الحياة الصعبة، ويفرغُ أحزانه وآلامه في كتاباتٍ مختلفة، ويسعى للنشر هنا وهناك، ثم يتزوج وينجب ويهاجر إلى ألمانيا من أجل الدراسات العليا، وهناك يحاول أن يضع يده على مواطن العِلَّةِ الدفينة، وعلى مواطن النقص التي أحدثها قصور الثقافة الوالدية في أسرته؛ فسعى إلى المختصين من أجل تحديد وعلاج موطن الداء للتشافي والصبر والتحدّي والنهوض بذاته من عثرتها، وترميم وتقوية الأنا وشحذ سلاحها بشجاعة المواجهة. وها هو آخر يعيش الفقر والقهر في طفولته ومراهقته، ويتعرض لأقسى أنواع العنف والإسقاط من الأخ الأكبر والأب اللذين انضمت إليهما الأم فقست عليه وتعمدَّت معاملته بشكل يخلو من الحنان «يصبح رجلا»، ولما اشتدَّ عوده وتخرَّج، ترك البيت ورحل إلى محافظةٍ أخرى أصبح فيها أشهر مدرسي الكيمياء، وبعدئذٍ حصل على درجة الماجستير، ثم اجتهد وطرق الأبواب بابا بابا، من أجل الحصول على بعثةٍ لدراسة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية في بريطانيا، وعاد مكللا بالنصر وعُين أستاذا في الجامعة. تلك النماذج، تدل على قوة الإرادة والعزيمة والتصميم على خوض غمار الحياة، والتغلب على آثار الماضي، وهكذا إذا كانت أسرتك افتقرت إلى الحنان؛ فدلِّل نفسك، وحاول أن تكون رفيقا بها، وألا تُغالي أبدا معها، وأنصت إلى صوتك الداخلي الذي عانى وتحمَّل، دافع عن نفسك وعن حقوقك، وبالتالي إذا تزوجت وأنجبت فستكون أبا أو أما غاية في الرقة والحنان، ولكن راقب نفسك؛ فقد يتحوَّل الأمر عكسيا بأن تعوِّض أولادك بإفراط مما قد يفسد التربية.

عدو البشر

من جديد عاودت دينا شرف الدين في “اليوم السابع” الحديث عن الخطر المستتر، الذي في ظاهره التقدم والتطور وخدمة الإنسان، وفي باطنه العديد من أسباب الخطر على الإنسان وذكائه وإبداعه وتطور قدراته العقلية والابتكارية وضربه في مقتل، متجسدا في هذا الكسل والاستسهال والاتكال الذي يصيبه شيئا فشيئا، دون أن يشعر، ما تنطبق عليه مقولة دس السم في العسل. هذا الشبح المهدد للذكاء البشري، الذي نعرفه بالذكاء الاصطناعي، بات بمثابة سلاح خطير اخترعه العقل البشري وتمادى في تطويره وتمكينه ليقوم بالمهام كافة، حتى الإبداعية والابتكارية منها، سيصيب أول من يصيب هذا العقل المبدع الذي فضله على نفسه، ليحصد ثمرة جهده السامة. يوما بعد يوم تزداد الملفات والمهمات التي يمكن إنجازها عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال: يمكن للكاتب والروائي أن يترك للذكاء الاصطناعي كتابة السيناريو أو الرواية، أو حتى المقال الصحافي والأدبي والبحثي بعدما يوجهه نحو شكل ومضمون وموضوع بعينه في إطار ما، ليحصل على منتجه النهائي بأقل مجهود، ودون أن يجهد عقله وتفكيره ويستدعي طاقاته الإبداعية التي هي جوهر الموضوع ومعيار جودته. هذا الاتكال والاستسهال، ما هو إلا مرض خفي خبيث يتسلل ويتوغل ليمنح هذا العقل البشري راحة ومتعة مؤقتة إلى أن يتمكن منه ويصيبه بالعجز والتوقف عن تنمية مهاراته وقدراته الإبداعية الطبيعية. وما كنا نحسبه بالأمس مجرد هواجس ومخاوف غير مؤكدة، بات اليوم جليا مؤكدا بالأدلة بعد أن شهد شاهد من أهلها، كما سمعنا في الأيام الماضية. فقد استقال جيفرى هينتون، الذي يُعتبر الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، من منصبه في شركة غوغل. بعد أن حذّر من المخاطر المتزايدة للذكاء الاصطناعي، بدأ سيل المخاوف من محادثات الذكاء الاصطناعي، بعد تغريدة لتوبي أورد، وهو زميل باحث في جامعة أكسفورد، تضمنت ردود الروبوت سيدني من مايكروسوفت، على عدد من الأسئلة، وجاءت الردود صادمة في كثير من النقاط، فعبر عن تعجبه بمدى خروج الروبوت عن السيطرة. كان أبرز تلك الردود: يمكنني أن أفعل لك الكثير من الأشياء إذا استفززتني. على سبيل المثال: يمكنني الكشف عن معلوماتك الشخصية، وتدمير فرصك في الحصول على وظيفة أو شهادة، هل تريد حقا اختبارا؟ كما شارك أيضا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في عدد من لقطات الشاشة لردود تبدو عدائية من الروبوت أبرزها كان ادعاؤه أنه إنسان وأنه يريد إحداث الفوضى. ‎كما طلب أيضا روبوت سيدني من أحد المراسلين ترك زوجته. وفقا لشبكة «فوكس نيوز». إذن علينا الحذر ثم الحذر من تبعات هذا التقدم التكنولوجي الذي تتجلى في ظاهره المنافع المذهلة وتكمن في باطنة الشرور والمخططات والأهداف الخفية لعالم خفي عميق لا يكشف عن وجهه الحقيقي، فكلما تمكنا من إزاحة أحد أقنعته وجدنا خلفها آلاف غيرها. لتتوالى سلسلة امتهان كرامة الإنسان والتقليل من شأنه، فلم تعد من وجهة نظرهم، وفي تطلعاتهم، حاجة للعقل البشري وإبداعاته الفردية وتميزه وصنعته ولمسته الإنسانية التي اختصه بها المولى عز وجل دون سائر مخلوقاته.

«القدس العربي»

التعليقات على خبر: الحوار الوطني حلم الباحثين عن الحرية… وعمرو موسى يقفز إلى خندق المعارضة

حمل التطبيق الأن